سورة الحج - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: أن الحق اسم من أسمائه تعالى، قاله يحيى ابن سلام.
الثاني: أنه ذو الحق، قاله ابن عيسى.
الثالث: معناه أن عبادته حق وهو معنى قول السدي.
{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} فيه قولان
أحدهما: الأوثان، قاله الحسن.
الثاني: إبليس، قاله قتادة.


قوله تعالى: {مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} فيه أربعة أوجه
أحدها: أنه العيد، قاله ابن قتيبة.
الثاني: أنها المواضع المعتادة لمناسك الحج والعمرة، قاله الفراء.
الثالث: المذبح، قاله الضحاك.
الرابع: المنسك الْمُتَعَبد والنسك العِبَادَة ومنه سمي العَابِدُ ناسكاً، قاله الحسن.


قوله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ} لأن حجج الله عليهم بضرب الأمثال لهم أقرب لأفهامهم: فإن قيل فأين المثل المضروب؟ ففيه وجهان:
أحدهما: أنه ليس هنا مثل ومعنى الكلام أنهم ضربوا لله مثلاُ في عبادته غيره، قاله الأخفش.
الثاني: أنه ضرب مثلهم كمن عبد من لا يخلق ذباباً، قاله ابن قتيبة.
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} يحتمل ثلاثة أوجه
أحدها: أنهم الأوثان الذين عبدوهم من دون الله.
الثاني: أنهم السادة الذين صَرَفُوهُم عن طاعة الله.
الثالث: أنهم الشياطين الذين حملوهم على معصية الله.
{لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ} ليعلمهم أن العبادة إنما تكون للخالق المنشئ دون المخلوق المنشأ، وخص الذباب لأربعة أمور تخصه: لمهانته وضعفه واستقذاره وكثرته، وسُمِّي ذباباً لأنه يُذَبُّ احتقاراً واستقذاراً.
{وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ} يحتمل وجهين
أحدهما: إفساده لثمارهم وطعامهم حتى يسلبهم إياها.
والثاني: أَلَمُهُ في قرض أبدانهم، فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره لا يقدر من عبدوه من دون الله على خلق مثله ودفع أذيته فكيف يكونون آلهة معبودين وأرباباً مُطَاعين وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان.
ثم قال: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبِ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون عائداً إلى العَابِد والمَعْبُود، فيكون في معناه وجهان:
أحدهما: أن يكون عائداً إلى العابد والمعبود.
الثاني: قهر العابد والمعبود.
والاحتمال الثاني: أن يكون عائداً للسالب فيكون في معناه وجهان:
أحدهما: ضعف للسالب عن القدرة والمسلوب عن النُصْرَة.
الثاني: ضعف السالب بالمهانة والمسلوب بالاستكانة.
{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: ما عظموه حق عظمته، قاله الفراء.
الثاني: ما عرفوه حق معرفته، قاله الأخفش.
الثالث: ما وصفوه حق صفته، قاله قطرب. قال ابن عباس: نزلت في يهود المدينة حين قالواْ استراح الله في يوم السبت.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10